لتكنولوجيا الجديدة تعدنا بتحقيق أمور اعتقدنا بأنها تنتمي إلى عالم الخيال فقط، تقنيات الاختفاء هي ما يعد به علماء أميركيون وصينيون، تقنيات حلم الحصول على ما يشبه «طاقية» الإخفاء، إنها تقنيات تتعدى المجال «المرئي» لتشمل تقنيات الاتصالات، وذلك يعود إلى تقنية «ما وراء المادة»
«قبعة الإخفاء»، هل من المقدر لها أن تخرج من عالم الخيال والرسوم المتحركة، إلى أرض الواقع؟ بالتأكيد، يعلن بعض العلماء أن ذلك سيحصل بفضل دخول تقنية «ما وراء المادة» التي تقوم على عدة طبقات من ماتريكس (مطرس) من الألياف المضغوطة بعضها على بعض
وموصولة بحلقات معدنية، تخضع لقوة حقل مغناطيسي معين أو موجات ضوئية، تخلق «ما وراء المادة» حقلاً مغناطيسياً داخلياً قادراً على تغيير مسار الأشعة الضوئية وثنيها، وهي قادرة إذاً على إيجاد انعكاس سلبي للضوء، يسمح بإخفاء شيء ما في الحقل الضوئي المعروف.
استطاع فريق أميركي ـــــ صيني مشترك، بتعاون بين جامعتي ديوك ونانجينغ، ابتداع برمجية جديدة، ترتكز على قاعدة تقنية ما وراء المادة، وتستطيع إيجاد تأثير «إخفاء»، وتمكن الفريق من إيجاد هذا التأثير ضمن دائرة موجات تردد كبيرة، بعدما اقتصرت البحوث في السنين الفائتة على موجات التردد القصيرة والقابعة بعيداً جداً عن المنظار الضوئي.
الدراسة التي نشرت في مجلة «العلوم» الأميركية، والتي قادها ديفيد سميث وتاي جون كوي، تحدثت عن «جهاز بسيط» مؤلف من ستمئة قضيب من النحاس بشكل حرف l، «هي عبارة عن قطعة من نوع ما وراء المادة (métamateriau) حيث القياسات والمساحة هي على مقياس طول الموجات والإشعاعات الكهرومغناطيسية التي يسعى إلى تفاديها البحث ضمن خطته للإخفاء»، الانعكاسات الاصطناعية المتكررة على الجهاز، تؤدي إلى تولد انعكاسات سلبية، وهي ظاهرة غير معروفة في الطبيعة.
وسبقت هذا البحث دراسات نظرية عدة وتجارب تطبيقية في السنوات القليلة الماضية، أثبتت الإمكانية العلمية لخلق منطقة حول شيء ما وتتباعد عنها الأشعة، ويمكن عندها الحديث عن الاحتجاب أو الخفي (invisibilité) بما أن هذا الشيء لن يصطدم بالأشعة وتالياً لن يعكس الأشعة إلى العين المراقبة.
ولكن، حتى هنا، كانت كل الأبحاث غير قادرة على استحصال النتائج إلا ضمن موجات أطول من موجات الضوء المرئي، واستطاع فريق كوستاس سوكوليس الوصول عام 2007 إلى النطاق المرئي ضمن اللون الأحمر، ولكن بقيت كل التجارب ضمن حاجز الترددات الواسعة المتباعدة جداً، إلا أن العلماء أصروا على المتابعة، مستفيدين من التقنية الجديدة ونظريات ما وراء المادة.
المفاجأة في البحث الجديد كانت مزدوجة، فالمجموعة البرمجية بسيطة جداً من الناحية العلمية، ومن جهة أخرى، كانت مجموعة الترددات التي أُجريت التجربة عليها هي الأوسع التي استطاع الباحثون الوصول إليها حتى اليوم، الجهاز المستطيلي المستعمل، كان بقياس 50 سنتيمتراً بـ10 سنتيمترات، بسمك سنتيمتر واحد، ويعكس عملياً الميكرو موجات من 1 إلى 18 جيغاهيرتز (مقابل 385 إلى 750 تيراهيرتز هي الموجات المرئية التي يراها الإنسان)، وهكذا، يكون البحث وصل إلى النطاق الأوسع للموجات التي استطاع أي مثيل له الوصول إليها.
النتيجة تُعدّ واعدة، بما أنها استُقيت من حسابات الكمبيوتر لجهاز من نوع ما وراء المادة بسيط جداً وغير معقد التركيب، ويمكننا انتظار أرباح علمية أخرى من هذا التقدم، حسب ما وعد به أصحاب البحث، وهذه التقنيات الـ metamateriau، ذوات الانعكاسات السلبية، لا تنحصر الفائدة المرتجاة منه في لعبة كشف أسرار «السحر» وإخفاء الأشياء الدقيقة
إذ يراهن عليها من أجل تحقيق تطور في مجال الميكروسكوبات، يعتقد العلماء أن بإمكانها أن تسمح لنا يوماً بالوصول إلى قياسات تُعدّ إلى اليوم مستحيلة، ويمكن لها أيضاً أن تساعدنا في مراقبة عمل الجزيئات، ويمكننا مثلاً تخيل جهاز مثيل قادر على تكبير تحويلات خلايا اللوح الضوئي إذا عكسنا عمله، للاستفادة منه في حقل الطاقة البديلة... هذا كله، يمكن أن يفسر لنا إذاً اهتمام المختبرات الحديثة بكل ما يتعلق بسلاح البحث الفيزيائي الجديد، الـ metamateriau.
أخيراً، رغم أن الدراسة مموّلة من جهات عسكرية مثل Raytheon لأنظمة الصواريخ ومكتب القوة الجوية الأميركية للبحث العلمي ومؤسسة العلوم الوطنية الصينية وغيرها، إلا أنها ترمي إلى إيجاد تطبيقات تجارية لها، فمع إزالة تأثيرات العرقلة، تستطيع هذه الأجهزة تحسين مستوى الاتصالات اللاسلكية، فيما تستطيع أجهزة الإخفاء السمعي أن تلعب دور الدروع الواقية التي تمنع التشويش الآتي من الذبذبات، الأصوات والموجات الزلزالية.
وبالنسبة لسميث، ليس الهدف الأساس من وراء الجهاز جعل الأشياء تبدو غير مرئية للبشر. فالإخفاء يمكن أن يحدث في أي مكان داخل الطيف الكهرومغناطيسي، والبشر يرون من خلال الضوء المرئي الذي يتمتع بموجات لا يتخطى طولها الميكرون (واحد على مليون من المتر). لكن الهواتف الخلوية والأجهزة اللاسلكية الأخرى يرى بعضها البعض الآخر من خلال ضوء بموجات يبلغ طولها سنتمترات عدة
**************
تقبلوا خالص تحياتي ،،،
«قبعة الإخفاء»، هل من المقدر لها أن تخرج من عالم الخيال والرسوم المتحركة، إلى أرض الواقع؟ بالتأكيد، يعلن بعض العلماء أن ذلك سيحصل بفضل دخول تقنية «ما وراء المادة» التي تقوم على عدة طبقات من ماتريكس (مطرس) من الألياف المضغوطة بعضها على بعض
وموصولة بحلقات معدنية، تخضع لقوة حقل مغناطيسي معين أو موجات ضوئية، تخلق «ما وراء المادة» حقلاً مغناطيسياً داخلياً قادراً على تغيير مسار الأشعة الضوئية وثنيها، وهي قادرة إذاً على إيجاد انعكاس سلبي للضوء، يسمح بإخفاء شيء ما في الحقل الضوئي المعروف.
استطاع فريق أميركي ـــــ صيني مشترك، بتعاون بين جامعتي ديوك ونانجينغ، ابتداع برمجية جديدة، ترتكز على قاعدة تقنية ما وراء المادة، وتستطيع إيجاد تأثير «إخفاء»، وتمكن الفريق من إيجاد هذا التأثير ضمن دائرة موجات تردد كبيرة، بعدما اقتصرت البحوث في السنين الفائتة على موجات التردد القصيرة والقابعة بعيداً جداً عن المنظار الضوئي.
الدراسة التي نشرت في مجلة «العلوم» الأميركية، والتي قادها ديفيد سميث وتاي جون كوي، تحدثت عن «جهاز بسيط» مؤلف من ستمئة قضيب من النحاس بشكل حرف l، «هي عبارة عن قطعة من نوع ما وراء المادة (métamateriau) حيث القياسات والمساحة هي على مقياس طول الموجات والإشعاعات الكهرومغناطيسية التي يسعى إلى تفاديها البحث ضمن خطته للإخفاء»، الانعكاسات الاصطناعية المتكررة على الجهاز، تؤدي إلى تولد انعكاسات سلبية، وهي ظاهرة غير معروفة في الطبيعة.
وسبقت هذا البحث دراسات نظرية عدة وتجارب تطبيقية في السنوات القليلة الماضية، أثبتت الإمكانية العلمية لخلق منطقة حول شيء ما وتتباعد عنها الأشعة، ويمكن عندها الحديث عن الاحتجاب أو الخفي (invisibilité) بما أن هذا الشيء لن يصطدم بالأشعة وتالياً لن يعكس الأشعة إلى العين المراقبة.
ولكن، حتى هنا، كانت كل الأبحاث غير قادرة على استحصال النتائج إلا ضمن موجات أطول من موجات الضوء المرئي، واستطاع فريق كوستاس سوكوليس الوصول عام 2007 إلى النطاق المرئي ضمن اللون الأحمر، ولكن بقيت كل التجارب ضمن حاجز الترددات الواسعة المتباعدة جداً، إلا أن العلماء أصروا على المتابعة، مستفيدين من التقنية الجديدة ونظريات ما وراء المادة.
المفاجأة في البحث الجديد كانت مزدوجة، فالمجموعة البرمجية بسيطة جداً من الناحية العلمية، ومن جهة أخرى، كانت مجموعة الترددات التي أُجريت التجربة عليها هي الأوسع التي استطاع الباحثون الوصول إليها حتى اليوم، الجهاز المستطيلي المستعمل، كان بقياس 50 سنتيمتراً بـ10 سنتيمترات، بسمك سنتيمتر واحد، ويعكس عملياً الميكرو موجات من 1 إلى 18 جيغاهيرتز (مقابل 385 إلى 750 تيراهيرتز هي الموجات المرئية التي يراها الإنسان)، وهكذا، يكون البحث وصل إلى النطاق الأوسع للموجات التي استطاع أي مثيل له الوصول إليها.
النتيجة تُعدّ واعدة، بما أنها استُقيت من حسابات الكمبيوتر لجهاز من نوع ما وراء المادة بسيط جداً وغير معقد التركيب، ويمكننا انتظار أرباح علمية أخرى من هذا التقدم، حسب ما وعد به أصحاب البحث، وهذه التقنيات الـ metamateriau، ذوات الانعكاسات السلبية، لا تنحصر الفائدة المرتجاة منه في لعبة كشف أسرار «السحر» وإخفاء الأشياء الدقيقة
إذ يراهن عليها من أجل تحقيق تطور في مجال الميكروسكوبات، يعتقد العلماء أن بإمكانها أن تسمح لنا يوماً بالوصول إلى قياسات تُعدّ إلى اليوم مستحيلة، ويمكن لها أيضاً أن تساعدنا في مراقبة عمل الجزيئات، ويمكننا مثلاً تخيل جهاز مثيل قادر على تكبير تحويلات خلايا اللوح الضوئي إذا عكسنا عمله، للاستفادة منه في حقل الطاقة البديلة... هذا كله، يمكن أن يفسر لنا إذاً اهتمام المختبرات الحديثة بكل ما يتعلق بسلاح البحث الفيزيائي الجديد، الـ metamateriau.
أخيراً، رغم أن الدراسة مموّلة من جهات عسكرية مثل Raytheon لأنظمة الصواريخ ومكتب القوة الجوية الأميركية للبحث العلمي ومؤسسة العلوم الوطنية الصينية وغيرها، إلا أنها ترمي إلى إيجاد تطبيقات تجارية لها، فمع إزالة تأثيرات العرقلة، تستطيع هذه الأجهزة تحسين مستوى الاتصالات اللاسلكية، فيما تستطيع أجهزة الإخفاء السمعي أن تلعب دور الدروع الواقية التي تمنع التشويش الآتي من الذبذبات، الأصوات والموجات الزلزالية.
وبالنسبة لسميث، ليس الهدف الأساس من وراء الجهاز جعل الأشياء تبدو غير مرئية للبشر. فالإخفاء يمكن أن يحدث في أي مكان داخل الطيف الكهرومغناطيسي، والبشر يرون من خلال الضوء المرئي الذي يتمتع بموجات لا يتخطى طولها الميكرون (واحد على مليون من المتر). لكن الهواتف الخلوية والأجهزة اللاسلكية الأخرى يرى بعضها البعض الآخر من خلال ضوء بموجات يبلغ طولها سنتمترات عدة
**************
تقبلوا خالص تحياتي ،،،