انطلاقاً من اهتمام تحولات بقضايا ومشكلات وهموم الجماعات والطوائف والأقليات المختلفة اختارات لكم مجموعة من المقالات والدراسات في الحلقة الأولى عدد من المقالات حول تاريخ الأكراد ماضيهم، حاضرهم ومستقبلهم (الحلقة الثالثة).
لقد زالت الغشاوة عن اعين الشعب العراقى، بعد ان استمر الاكراد فى غبائهم، وصارت التوجهات الكردية اكثر وضوحا. انهم يريدون ابتلاع كركوك فى غمضة عين، وتسليم القوميات الاخرى للقومية الكردية المنتصرة رافعة الايدى. انهم يطالبون بضم كركوك الى اقليمهم الحديث وكأنهم يتكلمون عن ضم مدينة مغتصبة احتلتها دولة اخرى معتدية ، لايمكن تفسير الحاح القادة الاكراد ورغبتهم الجامحة والتهافت المفضوح على كركوك، واحتلالها ان امكن بالوسائل العسكرية الا تعبير عن اهدافهم المعلنة فى تحقيق خاتمة طموحاتهم المستقبلية بجعل كركوك عاصمتهم الابدية،ثم تحقيق المرحلة الثانية والثالثة، وبعدها انتظار الفرصة المناسبة للانفصال النهائى . ومراكز كردستان للدراسات الاستراتيجية تقوم على عاتقها بنشر البحوث والمقالات والدراسات حول كيفية السيطرة على محافظة كركوك والموصل وديالى . يخطط الاكراد فى المرحلة الاولى لطرد العرب من المنطقة الشمالية الواقعة بين ناحية فايدة وناحية وانة، وقضاء تلكيف المسيحى شمال مدينة الموصل، وتكريدها وادخالها ضمن حدود كردستان الحبلى. ثم تأتى المرحلة الثانية التى تبدأ من الجانب الشرقى من الموصل بضمنها قضاء قره قوش، وناحية بعشيقة وبرطلة والسلامية، وقرى الشبك لالحاقها ايضا بأقليم كردستان مستقبلا. اما المرحلة الثالثة والاخيرة وتتم بالسيطرة على سنجار وزمار وربيعة من الجانب الغربى لمدينة الموصل. وبهذه الخطة الثلاثية ستحاصر الموصل من ثلاثة جوانب، ويبقى الجانب الجنوبى الممر الوحيد للوصول الى بغداد عن طريق حمام العليل. اما المرحلة الاخيرة من خططهم الجهنمية واحلامهم المريضة هو تكريد الموصل وتفريغها من سكانها العرب، واعتبارها جزءا لايتجزأ من حدودهم الجفرافية الكردستانية. وبعده تباشر القيادة الكردية بتنفيذ المرحلة الثالثة والاخيرة فى ابتلاع بعقوبة بأكملها.
اننا نستطيع ان نثبت للشعب العراقى بجميع طوائفه ان القيادة الكردية التى تطرح على الدوام فى صحفها وقنواتها الفضائية ووسائلها الاعلامية الاخرى من صحف ومجلات ومقابلات صحفية يعقدها قادة الكرد بين فترة واخرى بأن الاكراد جزء من الشعب العراقى الفيدرالى الديمقراطى الموحد، وان ايمانها الشديد التقوى بوحدة العراق شماله وجنوبة لاينفصم، هو مجرد الضحك على الذقون، وذر الرماد فى العيون، فهذه الاسطوانة المشروخة ذات اللحن الكردى اصبحت قديمة، وتشمئز من سماعها الاذان، ولاتنطلى على شعبنا العراقى. ولكنها بنفس الوقت تضرب بأصابعها الناعمة على انغام والحان عذابات الماضى، وتقدم مسكرات المقابر الجماعية والمظالم الكاذبة للمواطن الكردى، لكى يستسيغ طعمه ويشربه حتى الثمالة ، لانه يضرب على الوتر الحساس فى تغذية حسه القومى المتعنصر، ويجرى مجرى الدم فى عروقه، ليزيد مشاعر الحقد والبغضاء تجاه اخيه العراقى العربى، وهذا ماتسعى اليه القيادة الكردية العشائرية بكل جنون. انه تحريض مكشوف ومشحون بالعداء لكل عربى، الذى قدم لها الحلم الذى لم تحلم به ابدا ، وهو (الحكم الذاتى) لقد صدق المثل القائل، اتقى شر من احسنت اليه.هؤلاء الاكراد يحملون الان فى نفوسهم الضغينة ونزعاتها وغرائزها الدفينة المكبوتة من حقد على كل عربى وتركمانى، وعندما يتحول الشعور بالحقد والكره الى احساس داخلى فى نفوسهم، ويتضخم عندهم، ويصبح هو القاعدة التى يسيرون عليها. فأصحاب المظلومية الكردية اصبحوا مثل المظلومية الشيعية، يتحول الحقد عندهم الى هسترية كأنه حق مكتسب لهم على حساب القيم الاسلامية، والمبادى الانسانية. فتصبح هذه الضحية السابقة وبدون حق، والمنتصرة حاليا بالتحرير الامريكى الصهيونى المشترك الى درجة ان كل من يعارض تطلعاتها المتهورة بأنه جلادها، بل هو جلادها المتمدد عبر كل العصور. ان اصحاب عقدة المظلومية من الاكراد يمثلون نفس الدور الذى يلعبه اصحاب عقدة المظلومية اليهودية ضد كل من يقف بوجه طموحاتهم وسياساتهم التوسعية على حساب العرب والتركمان والاشوريين . لقد زالت الغشاوة عن اعين الشعب العراقى، بعد ان كان العرب الحليف الطبيعى والاستراتيجى للاكراد، حيث ان المصالح المشتركة فى التحرر القومى الناجز بين الامتين العربية والكردية كانت ضرورية ومتوفرة بين الطرفين، اكثر مما هى متوفرة مع الشعوب الاخرى.
اننا نسمع بين فترة واخرى تمسك الاكراد بوحدة العراق وحريته واستقلاله، ولكن تصرفاتهم المشينة تعطى لنا مفارقات غريبة وعجيبة فى ان واحد، ومنها على سبيل المثال منع رفع العلم العراقى فى شمال العراق، ورفضهم حل الميلشيات الكردية، على اعتباره انه جيش نظامى خاص بهم. فهل للعراق الموحد له جيشان ؟ واى نظام فدرالى فى العالم يسمح بتكوين جيشين منعزلين فى دولة واحدة؟ مع العلم انهم يرفضون دخول الجيش العراقى الى مجافظات الشمال من دون موافقة البرلمان الكردى المبارك. كما ان تعليم اللغة العربية ممنوع فى مناطقهم. فهل كل هذه الافعال تعلنا حقا ان نصدق بما يصرح به قادة الاكراد بأنهم يؤمنون بوحدة العراق ن ام ان اقوالهم مجرد للاستهلاك المحلى لاغير؟. وعندما يطالبون بالوضع المتميز لهم فماذا يعنى هذا الشعار واهدافه الخفية ؟ اليس هو فى الواقع الاستحواذ على القرار السيادى للدولة العراقية ؟ وتمشية امور الدولة حسب مشيئة واوامر اسرائيل؟. ان الوضع المتميز بالنسبة لهم هو حق الاعتراض ومنع من اعتبار العراق جزء لايتجزء من الامة العربية، بينما شمال العراق الذى جعلوه وكرا لدولتهم الكردستانية البائسة جزءا لايتجزء من كردستان الكبرى، مع العلم ان اراضى كردستان تقع اكثرها خارج العراق اى حوالى 80 بالمئة، وهم لايمثلون غير 17 بالمئة من نفوس الشعب العراقى.
مركز كردستان للدراسات الاستراتيجية هدفه الوحيد، ومهامه الخطرة هو دراسة الاسلام والحركات القومية العربية، وتقديم البحوث تمهيدا لمكافحة هذه الحركات الاسلامية والعربية مستقبلا . وخاصة مكافحة الاسلام بأعتباره استعمارا عربيا اراد العرب من خلاله الاستحواذ والسيطرة على شعوب المنطقة، ومنهم الاكراد. وليت الامر يتوقف عند هذا الحد، بل ان من يقرأ الصحف الكردية والمجلات، والفضائيات الكردية يرى العجب العجاب من هذه المقالات والبحوث، والتهم الجاهزة والمفبركة التى كتبت ضد العرب والاسلام، وضد الرموز الاسلامية والنبى محمد (ص) والخلفاء الراشدين، والصحابة الكرام، وامهات المؤمنين. انها تحاول طمس الدين الاسلامى من خلال برامجها العلمانية، وخلق فجوة بين الكرد والعرب، وبقية الشعوب الاسلامية، من خلال احياء المجوسية واعتبار زرادشت نبيا كرديا، والدعوة والتبشير لتعاليمه الدينية. وهكذا وبكل بساطة اصبح زرادشت وبقدرة قادر من اصول كردية، ولم يسلم النبى نوح ايضا من الافتراء عليه ، فقد اخذت تطلق عليه الانساب والاصول والقصص والاساطير، منهم من يدعى انه نزل من كوكب اخر مع جماعته المؤمنة، واستقر على الارض، ومنهم من يرجع اصوله الى السلالة الكردية، رجما بالغيب ، وربما ايضا ادم عليه السلام اصله كردى، وسلالته الكردية موجودة فى اللوح المحفوظ تحت عرش الرحمن. فقد قرأت قبل فترة كتابا عنوانه (من وحى القرأن الكريم الايات العلمية ذات الخلفيات العلمية) للباحث السورى احمد احسان الصاحب، شارحا فيه قصة طوفان نوح عليه السلام ، معتبرا ان هذا الطوفان سببه مذنبات ثلجية ارتطمت بالارض بعد ان افلتت من النطاق الذى يحيط بالمجموعات الشمسية، وهى على شكل كرات ثلجية ضخمة، فأحدثت على الارض الطوفان، ثم امر رب العالمين نوح بالهبوط الى الارض من كوكب اخر التى تأثرت ايضا بكارثة كونية. وان هذا المذنب الضخم الذى ارتطم بالارض وغمرها بالمياه، اذ لايعقل - حسب اعتقاد الباحث - ان يأمر رب العالمين نوحا بالهبوط من الجبل الى الماء، بعد ان غمر الماء كل الجبال. وبأختصار شديد ان الذين حملوا مع نوح لم يكونوا من بنى ادم، واذا سألت من هم الاقوام والاجناس التى هبطت مع نوح ؟ فأنه يترك الجواب على هذا السؤال لعلماء التاريخ . وقد تلقف الباحثون الاكراد هذا السؤال، وتم الرد عليه من قبلهم. ويستمر الباحث السورى الكردى الاصل فى سرد قصته الممتعة، فيقول ان الاقوام التى هبطت مع نوح من كوكب اخر هى مخلوقات ذكية اكثر حضارة ومدنية مما لدينا اليوم. فيرد عليه الكاتب والباحث الكردى الاخر فى التراث والحضارة الكردية - التى ربما يعتقد ايضا ان هذه الحضارة الكردية هبطت علينا نعمة للبشرية من كوكب فضائى اخر - قائلا ان النبى نوح كردى الاصل . اذن الاكراد هم اصحاب الحضارة والمدنية الذين هبطوا مع نوح من كوكب اخر، ومن الخزى والعار على البشرية ان تنكر فضل الشعوب الكردية عليها. لقد اصبحت قصصهم واساطيرهم واوهامهم - - التى ليس لها اى اثر يذكر فى بطون التاريخ - لها مصداقية فى عقولهم وقلوبهم، فلفقوها بقوة واودعوها فى خلجات انفسهم كأنها حقائق كانت غائبة ومخفية ، ولاتقبل النقد والجدل او النقاش ، واصبحت من البراهين الثابتة المتغلغلة فى افكارهم .
يطل علينا كاتب كردى اخر فى مقال له، جاء فيه ان اسم كركوك كلمة كردية، وتعود الى 3600 قبل الميلاد، وقد اعتمد بقوله هذا استنادا على اقوال السياسى الكردى بريفكانى. ومعروف لكل الباحثين ان كلمة كركوك كلمة اشورية وتعنى النار الازلية، وحتى القلعة التى بنيت فيها تعود للعهد الاكدى، كما ذكر ذلك العالم والباحث اللغوى الدكتور مصطفى جواد. وهناك كاتب كردى اخر يدعى ان كركوك مدينة كردية مستشهدا بكتابات متناقضة كتبها شمس الدين سامى فى كتابه ( قاموس الاعلام ) نقلا عن اقوال اخرين بأن كركوك مدينة ذات غالبية كردية. الا ان هذا الكاتب يصحح خطئه فى الطبعة الرابعة ويقول بأن اكثرية كركوك تركمانية. ولكى نعطى الدليل والاثبات بأن هذا الكاتب ليس لديه قدر يسير من الالمام فى المعلومات الصحيحة التى يمكن الركون اليها والاستشهاد بها كما فعل جلال الطالبانى فى ترديد حججه الباطلة اعتمادا على اقوال هذا الكاتب الالبانى الاصل، فقد قال فى نفس الكتاب ان مدينة بغداد واربيل تركية، ونحن نعلم ان بغداد مدينة عربية عريقة اسسها ابو جعفر المنصور، فكيف اصبحت تركية ؟؟.
خريطة كردستان فى ايران ثابتة كما هى عليه الان، ومنذ اكثر من قرن، بينما فى العراق نشاهدها على ارض الواقع تحبل بأستمرار، وتتمدد فى بسط اقدامها الى خارج حدودها، كلما تفتح السيدة كردستان العراق ارجلها عرضا وتمددها طولا، تحشر فى احشائها اصحاب الارض الاصليين من عرب وتركمان واشوريين، وتستوعب فى احضانها القرى والسهول. ثم ترفع السيدة كردستان شعارها الحنون (هنا فى احضانى الدافئة تقع حدود اقليم كردستان التاريخية). وهذا الزحف الكردى العدوانى المبرمج قد ابتلع مدن عراقية تركمانية الاصل، وتغيرت معالمها وديموغرافيتها لصالح الاكراد، مثل خانقين وكفرى واربيل وطوزخرماتو، والتى كانت سابقا بعيدا عن الزحف الكردى، وعلينا ان لاننسى زحفهم على مدينة تلعفر، ورفعوا على دوائرها الحكومية علم كردستان. وهذا الزحف كتب عنه الكثير من الكتاب والباحثيين الغربين، ونشر فى وثائق تاريخية، يمكن الاطلاع على هذه البحوث فى مكاتب الغرب . وبهذا الخصوص ذكرت المؤرخة الغربية فيبة مار فى كتابها المعنون (التاريخ الحديث للعراق) فى التاريخ الحديث هاجر الاكراد اماكن سكناهم فى الجبال الى السفوح والسهول، وبنوا العديد من المستوطنات فى مدينة الموصل وحولها فى الشمال، وبنوا مدن ونواحى على طول نهر ديالى فى الجنوب. اما الباحث ادجر اوبلانس فيقول حول هذا الموضوع بكل دقة وموضوعية ( حتى نهاية القرن التاسع عشر كان مشهد القبائل الكبيرة مع جميع مواشيها وهم ينحدرون عبر جبال وسهول شمال الشرق الاوسط فى البحث عن المراعى الخصبة رائعة ومنذرة بالخطر، كأكراد بدو انتشروا كالطاعون من الجراد، يتغذون ويعادون).
فى اتفاقية اذار التى وقعها قادة الاكراد مع نظام البعث كان يطلق مصطلح (المنطقة الكردية) وليس كردستان، وبعد التحرير الامريكى المبارك (حسب مفهومهم الخائب) الذى اصبح عيدا وطنيا يعتزون ويفتخرون به اكثر من اعتزازهم بالاعياد الاسلامية، اصبح يطلق علية عيد افراح كردستان المحررة والمطلقة من رجل الاستعمار العربى البغيض. بعد ان طلقت العرب بالثلاثة، وبدون رجعة، ولايهمها ما يحصل للعرب المسلمين العراقيين من قتل وتدمير على يد هذه القوات الامريكية الصهيونية المحررة لكردستان السليبة .
خريطة كردستان الكبرى تبتلع الان مساحات واسعة من شمال العراق، وخاصة حوض نينوى. ففى منطقة بروارى بالا فى شمال العراق، وهى تشمل على عدة قرى اشورية الاصل والسكان، وبعد فرض المناطق الامنة عام 1991 لحماية الاكراد من قبل امريكا والصهيونية حبا للشعب الكردى المسكين المضطهد ، حسب اكاذيبهم التى تعودوا على اطلاقها، حدث اسوأ كارثة بالنسبة للاشوريين، حيث احتلت اراضيهم من قبل المليشيات الكردية، الذين تركوا قراهم وبدءوا يحاولون وبشتى الطرق الاستحواذ على اراضى وقرى الاشوريين، فراحت هذه المليشيات بأمر من قياداتها فى بناء البيوت وتوزيعها على المستوطنين الكرد الجدد. انهم يمارسون نفس الاسلوب والخطط الاسرائيلية فى مناطق الضفة الغربية فى كيفية الاستحواذ على الاراضى بعد طرد الاهالى منها. اما الوظائف فى هذه المناطق فلا توزع الا على الاكراد، حيث ليس بأمكان احد ان يتقدم للحصول على وظيفة ان لم يقم اولا بملىء استمارة انتماء الى الحزب الديمقراطى الكردستانى. انهم يسابقون الزمن فى تكريد كل شىء حتى الحجر والشجر.
هناك بعض الكتاب والمثقفين الاكراد الشرفاء المعتدلين والمعروفين بالاستقلالية، ولهم مواقف سياسية حيادية ، وفكرية نزيهة بعيدة عن التحزب، والنظرة الاحادية الجانب، يعارضون سياسة قادة المليشيات الكردية الشوفينية التوسعية على حساب المواطنين العراقيين الاخرين. وهؤلاء هم الذين يستحقون ان يتكلموا نيابة عن الشعب الكردى. فقد ذكر الكاتب الكردى الدكتور محمد الحاج فى كتابه القضية الكردية فى العشرينات (علما بأن بعض كتاب الاكراد المتعصبين، وبعض الباحثين الاجانب يبالغون فى حجم مساحة المنطقة الكردية العراقية ليضموا اليها مناطق اخرى كثيرة تتميز بتركيب سكانى شديد الامتزاج، ولايشكل فيها الاكراد العنصر الغالب، مثل محافظة كركوك، وكثير من اقضية الموصل فضلا عن مدن تقع فى مناطق اخرى كمحافضتى واسط وديالى توجد فيها نسب مهمة من الاكراد جنبا لجنب مع العرب والتركمان وغيرهم، ولاتشكل وحدة جغرافية مع المنطقة الكردية الشمالية) هناك بعض الكتاب والمثقفين العراقيين يطالبون بتشكيل لجنة عراقية او دولية محايدة تقوم بدراسة تاريخية ميدانية بالنسبة للمناطق التى تكردت بقوة السلاح، وبحماية الامريكان واسرائيل، وتقدم قائمة بأسماء المدن والقرى التى كانت قبل خمسين عاما او اكثر كردية او اشورية او تركمانية او يزيدية، لارجاع الحق الى اصحابه، ومن ثم اعادة كتابة تاريخ شمال العراق خلال الثلاثة قرون الاخيرة من قبل باحثين مختصين فى تاريخ المنطقة، وليس التاريخ الذى كتبه الاكراد بأيديهم خلال سيطرتهم على شمال العراق، لفرض الامر الواقع ومصورين فيه العراقيين العرب كغزاة ومحتلين.
اقول لللقيادة الكردية كفاكم اللعب على الحبال، وممارسة النفاق السياسى وتزيف الحقائق والتاريخ، واذا كنتم تريدون الانفصال عن العراق فهذا شأنكم، فأهلا وسهلا بدويلتكم المرتقبة، التى ستكون مثل دولة تشومبى الانفصالية فى افريقيا فلتنفصلوا الان، قبل فوات الاوان ، ضمن حدودكم الجغرافية الاصلية المناطق الجلبية الملاصقة للحدود الايرانية. ولكن عليكم ان لاتحلموا بكركوك مهما طال الزمن، لانكم سوف لن تشاهدونها حتى بمنظار يقرب لكم الصور، مثلما قال الطالبانى لغريمه البرزانى عندما هرب الاخير من مدينة اربيل عند اشتداد المعارك بين الطرفين، واستنجاده بالرئيس صدام لانقاذه من شر هذه البلية الطالبانى.
ولكننى اعتقد ان احلام السيدة كردستان فى الطلاق الابدى من زوجها العربى لايمكن تفسيره وحل الغازه بالسهولة المطلوبة فى المرحلة الراهنة، وحتى فى المستقبل القريب، بعد ان صممت السيدة كردستان على الابتعاد عن هموم ومشاكل هذا الزوج العربى الدكتاتورى الظالم المرعب، فهى تتمنى الافتراق السريع والانفصال بمعروف، لكن الظروف غير مواتية الان، فيجب عليها ان تتحين الفرصة المناسبة للوداع الاخير، وبدون ان تذرف دمعة حزن على الايام الخوالى.
وبالنسبة لنا نحن العرب، فمن الاجدر ترك الحالة الكردية ، والابتعاد عن الاكراد ومشاكلهم، ليأخذوا ارضهم واقليمهم ، ومواردهم المالية، ويتركوا العرب لحالهم، على ان لاتصرف ميزانية العراق الاموال عليهم، مع فرض الحصار الاقتصادى على دويلتهم، بعد انتصار المقاومة العراقية الجهادية. فأننا لانريدهم مثلما هم لايريدوننا، وهذا من حق العراق والعراقيين ، وسوف نرى بعدها اى منقلب ينقلبون، او هل هذه الدويلة الكردية قادرة على الوقوف على اقدامها ؟؟. انى اتحدى الاكراد وقادتهم ان وافقوا على ذلك، لانهم يعرفون ان حلمهم فى دويلتهم القزمية لايدوم، بل سيكون وبالا عليهم .
اولاً : لان القيادات الكردية تعلم ان الوضع الاقليمى والدولى لايسمح لها باعلان دولة كردية من طرف واحد، وهذه القيادة تقرأ الواقع السياسى بشكل جيد.
وثانيا : اذا تم اعلان قيام هذه الدولة اليتيمة فسوف تحدث المشاكل بين الحزبين المتنافسين ، ويقع الانفصال بين الدولتين الكرديتين الطالبانية والبرزانية، واحداث التاريخ مليئة بمثل هذه القصص التى تعطى لنا الدروس والعبر، ولكن ليس هناك من يتعض.
وثالثا : الموارد الاقتصادية لهذه الدولة معدومة، ولايمكن تصدير النفط من اراضيها اذا فرض الحصار من جميع الاطراف التركية والايرانية والعراقية والسورية.
واخر حلا لهذه القيادة نسيان هذه الاحلام المستقبلية، والرجوع لاتفاق الحكم الذاتى بعد انتصار المقاومة، والا قمم الجبال تنتظر قدومكم مرة اخرى بأحر من الجمر، ولن تنفعكم بعدها امريكا ولااسرائيل[/b]
لقد زالت الغشاوة عن اعين الشعب العراقى، بعد ان استمر الاكراد فى غبائهم، وصارت التوجهات الكردية اكثر وضوحا. انهم يريدون ابتلاع كركوك فى غمضة عين، وتسليم القوميات الاخرى للقومية الكردية المنتصرة رافعة الايدى. انهم يطالبون بضم كركوك الى اقليمهم الحديث وكأنهم يتكلمون عن ضم مدينة مغتصبة احتلتها دولة اخرى معتدية ، لايمكن تفسير الحاح القادة الاكراد ورغبتهم الجامحة والتهافت المفضوح على كركوك، واحتلالها ان امكن بالوسائل العسكرية الا تعبير عن اهدافهم المعلنة فى تحقيق خاتمة طموحاتهم المستقبلية بجعل كركوك عاصمتهم الابدية،ثم تحقيق المرحلة الثانية والثالثة، وبعدها انتظار الفرصة المناسبة للانفصال النهائى . ومراكز كردستان للدراسات الاستراتيجية تقوم على عاتقها بنشر البحوث والمقالات والدراسات حول كيفية السيطرة على محافظة كركوك والموصل وديالى . يخطط الاكراد فى المرحلة الاولى لطرد العرب من المنطقة الشمالية الواقعة بين ناحية فايدة وناحية وانة، وقضاء تلكيف المسيحى شمال مدينة الموصل، وتكريدها وادخالها ضمن حدود كردستان الحبلى. ثم تأتى المرحلة الثانية التى تبدأ من الجانب الشرقى من الموصل بضمنها قضاء قره قوش، وناحية بعشيقة وبرطلة والسلامية، وقرى الشبك لالحاقها ايضا بأقليم كردستان مستقبلا. اما المرحلة الثالثة والاخيرة وتتم بالسيطرة على سنجار وزمار وربيعة من الجانب الغربى لمدينة الموصل. وبهذه الخطة الثلاثية ستحاصر الموصل من ثلاثة جوانب، ويبقى الجانب الجنوبى الممر الوحيد للوصول الى بغداد عن طريق حمام العليل. اما المرحلة الاخيرة من خططهم الجهنمية واحلامهم المريضة هو تكريد الموصل وتفريغها من سكانها العرب، واعتبارها جزءا لايتجزأ من حدودهم الجفرافية الكردستانية. وبعده تباشر القيادة الكردية بتنفيذ المرحلة الثالثة والاخيرة فى ابتلاع بعقوبة بأكملها.
اننا نستطيع ان نثبت للشعب العراقى بجميع طوائفه ان القيادة الكردية التى تطرح على الدوام فى صحفها وقنواتها الفضائية ووسائلها الاعلامية الاخرى من صحف ومجلات ومقابلات صحفية يعقدها قادة الكرد بين فترة واخرى بأن الاكراد جزء من الشعب العراقى الفيدرالى الديمقراطى الموحد، وان ايمانها الشديد التقوى بوحدة العراق شماله وجنوبة لاينفصم، هو مجرد الضحك على الذقون، وذر الرماد فى العيون، فهذه الاسطوانة المشروخة ذات اللحن الكردى اصبحت قديمة، وتشمئز من سماعها الاذان، ولاتنطلى على شعبنا العراقى. ولكنها بنفس الوقت تضرب بأصابعها الناعمة على انغام والحان عذابات الماضى، وتقدم مسكرات المقابر الجماعية والمظالم الكاذبة للمواطن الكردى، لكى يستسيغ طعمه ويشربه حتى الثمالة ، لانه يضرب على الوتر الحساس فى تغذية حسه القومى المتعنصر، ويجرى مجرى الدم فى عروقه، ليزيد مشاعر الحقد والبغضاء تجاه اخيه العراقى العربى، وهذا ماتسعى اليه القيادة الكردية العشائرية بكل جنون. انه تحريض مكشوف ومشحون بالعداء لكل عربى، الذى قدم لها الحلم الذى لم تحلم به ابدا ، وهو (الحكم الذاتى) لقد صدق المثل القائل، اتقى شر من احسنت اليه.هؤلاء الاكراد يحملون الان فى نفوسهم الضغينة ونزعاتها وغرائزها الدفينة المكبوتة من حقد على كل عربى وتركمانى، وعندما يتحول الشعور بالحقد والكره الى احساس داخلى فى نفوسهم، ويتضخم عندهم، ويصبح هو القاعدة التى يسيرون عليها. فأصحاب المظلومية الكردية اصبحوا مثل المظلومية الشيعية، يتحول الحقد عندهم الى هسترية كأنه حق مكتسب لهم على حساب القيم الاسلامية، والمبادى الانسانية. فتصبح هذه الضحية السابقة وبدون حق، والمنتصرة حاليا بالتحرير الامريكى الصهيونى المشترك الى درجة ان كل من يعارض تطلعاتها المتهورة بأنه جلادها، بل هو جلادها المتمدد عبر كل العصور. ان اصحاب عقدة المظلومية من الاكراد يمثلون نفس الدور الذى يلعبه اصحاب عقدة المظلومية اليهودية ضد كل من يقف بوجه طموحاتهم وسياساتهم التوسعية على حساب العرب والتركمان والاشوريين . لقد زالت الغشاوة عن اعين الشعب العراقى، بعد ان كان العرب الحليف الطبيعى والاستراتيجى للاكراد، حيث ان المصالح المشتركة فى التحرر القومى الناجز بين الامتين العربية والكردية كانت ضرورية ومتوفرة بين الطرفين، اكثر مما هى متوفرة مع الشعوب الاخرى.
اننا نسمع بين فترة واخرى تمسك الاكراد بوحدة العراق وحريته واستقلاله، ولكن تصرفاتهم المشينة تعطى لنا مفارقات غريبة وعجيبة فى ان واحد، ومنها على سبيل المثال منع رفع العلم العراقى فى شمال العراق، ورفضهم حل الميلشيات الكردية، على اعتباره انه جيش نظامى خاص بهم. فهل للعراق الموحد له جيشان ؟ واى نظام فدرالى فى العالم يسمح بتكوين جيشين منعزلين فى دولة واحدة؟ مع العلم انهم يرفضون دخول الجيش العراقى الى مجافظات الشمال من دون موافقة البرلمان الكردى المبارك. كما ان تعليم اللغة العربية ممنوع فى مناطقهم. فهل كل هذه الافعال تعلنا حقا ان نصدق بما يصرح به قادة الاكراد بأنهم يؤمنون بوحدة العراق ن ام ان اقوالهم مجرد للاستهلاك المحلى لاغير؟. وعندما يطالبون بالوضع المتميز لهم فماذا يعنى هذا الشعار واهدافه الخفية ؟ اليس هو فى الواقع الاستحواذ على القرار السيادى للدولة العراقية ؟ وتمشية امور الدولة حسب مشيئة واوامر اسرائيل؟. ان الوضع المتميز بالنسبة لهم هو حق الاعتراض ومنع من اعتبار العراق جزء لايتجزء من الامة العربية، بينما شمال العراق الذى جعلوه وكرا لدولتهم الكردستانية البائسة جزءا لايتجزء من كردستان الكبرى، مع العلم ان اراضى كردستان تقع اكثرها خارج العراق اى حوالى 80 بالمئة، وهم لايمثلون غير 17 بالمئة من نفوس الشعب العراقى.
مركز كردستان للدراسات الاستراتيجية هدفه الوحيد، ومهامه الخطرة هو دراسة الاسلام والحركات القومية العربية، وتقديم البحوث تمهيدا لمكافحة هذه الحركات الاسلامية والعربية مستقبلا . وخاصة مكافحة الاسلام بأعتباره استعمارا عربيا اراد العرب من خلاله الاستحواذ والسيطرة على شعوب المنطقة، ومنهم الاكراد. وليت الامر يتوقف عند هذا الحد، بل ان من يقرأ الصحف الكردية والمجلات، والفضائيات الكردية يرى العجب العجاب من هذه المقالات والبحوث، والتهم الجاهزة والمفبركة التى كتبت ضد العرب والاسلام، وضد الرموز الاسلامية والنبى محمد (ص) والخلفاء الراشدين، والصحابة الكرام، وامهات المؤمنين. انها تحاول طمس الدين الاسلامى من خلال برامجها العلمانية، وخلق فجوة بين الكرد والعرب، وبقية الشعوب الاسلامية، من خلال احياء المجوسية واعتبار زرادشت نبيا كرديا، والدعوة والتبشير لتعاليمه الدينية. وهكذا وبكل بساطة اصبح زرادشت وبقدرة قادر من اصول كردية، ولم يسلم النبى نوح ايضا من الافتراء عليه ، فقد اخذت تطلق عليه الانساب والاصول والقصص والاساطير، منهم من يدعى انه نزل من كوكب اخر مع جماعته المؤمنة، واستقر على الارض، ومنهم من يرجع اصوله الى السلالة الكردية، رجما بالغيب ، وربما ايضا ادم عليه السلام اصله كردى، وسلالته الكردية موجودة فى اللوح المحفوظ تحت عرش الرحمن. فقد قرأت قبل فترة كتابا عنوانه (من وحى القرأن الكريم الايات العلمية ذات الخلفيات العلمية) للباحث السورى احمد احسان الصاحب، شارحا فيه قصة طوفان نوح عليه السلام ، معتبرا ان هذا الطوفان سببه مذنبات ثلجية ارتطمت بالارض بعد ان افلتت من النطاق الذى يحيط بالمجموعات الشمسية، وهى على شكل كرات ثلجية ضخمة، فأحدثت على الارض الطوفان، ثم امر رب العالمين نوح بالهبوط الى الارض من كوكب اخر التى تأثرت ايضا بكارثة كونية. وان هذا المذنب الضخم الذى ارتطم بالارض وغمرها بالمياه، اذ لايعقل - حسب اعتقاد الباحث - ان يأمر رب العالمين نوحا بالهبوط من الجبل الى الماء، بعد ان غمر الماء كل الجبال. وبأختصار شديد ان الذين حملوا مع نوح لم يكونوا من بنى ادم، واذا سألت من هم الاقوام والاجناس التى هبطت مع نوح ؟ فأنه يترك الجواب على هذا السؤال لعلماء التاريخ . وقد تلقف الباحثون الاكراد هذا السؤال، وتم الرد عليه من قبلهم. ويستمر الباحث السورى الكردى الاصل فى سرد قصته الممتعة، فيقول ان الاقوام التى هبطت مع نوح من كوكب اخر هى مخلوقات ذكية اكثر حضارة ومدنية مما لدينا اليوم. فيرد عليه الكاتب والباحث الكردى الاخر فى التراث والحضارة الكردية - التى ربما يعتقد ايضا ان هذه الحضارة الكردية هبطت علينا نعمة للبشرية من كوكب فضائى اخر - قائلا ان النبى نوح كردى الاصل . اذن الاكراد هم اصحاب الحضارة والمدنية الذين هبطوا مع نوح من كوكب اخر، ومن الخزى والعار على البشرية ان تنكر فضل الشعوب الكردية عليها. لقد اصبحت قصصهم واساطيرهم واوهامهم - - التى ليس لها اى اثر يذكر فى بطون التاريخ - لها مصداقية فى عقولهم وقلوبهم، فلفقوها بقوة واودعوها فى خلجات انفسهم كأنها حقائق كانت غائبة ومخفية ، ولاتقبل النقد والجدل او النقاش ، واصبحت من البراهين الثابتة المتغلغلة فى افكارهم .
يطل علينا كاتب كردى اخر فى مقال له، جاء فيه ان اسم كركوك كلمة كردية، وتعود الى 3600 قبل الميلاد، وقد اعتمد بقوله هذا استنادا على اقوال السياسى الكردى بريفكانى. ومعروف لكل الباحثين ان كلمة كركوك كلمة اشورية وتعنى النار الازلية، وحتى القلعة التى بنيت فيها تعود للعهد الاكدى، كما ذكر ذلك العالم والباحث اللغوى الدكتور مصطفى جواد. وهناك كاتب كردى اخر يدعى ان كركوك مدينة كردية مستشهدا بكتابات متناقضة كتبها شمس الدين سامى فى كتابه ( قاموس الاعلام ) نقلا عن اقوال اخرين بأن كركوك مدينة ذات غالبية كردية. الا ان هذا الكاتب يصحح خطئه فى الطبعة الرابعة ويقول بأن اكثرية كركوك تركمانية. ولكى نعطى الدليل والاثبات بأن هذا الكاتب ليس لديه قدر يسير من الالمام فى المعلومات الصحيحة التى يمكن الركون اليها والاستشهاد بها كما فعل جلال الطالبانى فى ترديد حججه الباطلة اعتمادا على اقوال هذا الكاتب الالبانى الاصل، فقد قال فى نفس الكتاب ان مدينة بغداد واربيل تركية، ونحن نعلم ان بغداد مدينة عربية عريقة اسسها ابو جعفر المنصور، فكيف اصبحت تركية ؟؟.
خريطة كردستان فى ايران ثابتة كما هى عليه الان، ومنذ اكثر من قرن، بينما فى العراق نشاهدها على ارض الواقع تحبل بأستمرار، وتتمدد فى بسط اقدامها الى خارج حدودها، كلما تفتح السيدة كردستان العراق ارجلها عرضا وتمددها طولا، تحشر فى احشائها اصحاب الارض الاصليين من عرب وتركمان واشوريين، وتستوعب فى احضانها القرى والسهول. ثم ترفع السيدة كردستان شعارها الحنون (هنا فى احضانى الدافئة تقع حدود اقليم كردستان التاريخية). وهذا الزحف الكردى العدوانى المبرمج قد ابتلع مدن عراقية تركمانية الاصل، وتغيرت معالمها وديموغرافيتها لصالح الاكراد، مثل خانقين وكفرى واربيل وطوزخرماتو، والتى كانت سابقا بعيدا عن الزحف الكردى، وعلينا ان لاننسى زحفهم على مدينة تلعفر، ورفعوا على دوائرها الحكومية علم كردستان. وهذا الزحف كتب عنه الكثير من الكتاب والباحثيين الغربين، ونشر فى وثائق تاريخية، يمكن الاطلاع على هذه البحوث فى مكاتب الغرب . وبهذا الخصوص ذكرت المؤرخة الغربية فيبة مار فى كتابها المعنون (التاريخ الحديث للعراق) فى التاريخ الحديث هاجر الاكراد اماكن سكناهم فى الجبال الى السفوح والسهول، وبنوا العديد من المستوطنات فى مدينة الموصل وحولها فى الشمال، وبنوا مدن ونواحى على طول نهر ديالى فى الجنوب. اما الباحث ادجر اوبلانس فيقول حول هذا الموضوع بكل دقة وموضوعية ( حتى نهاية القرن التاسع عشر كان مشهد القبائل الكبيرة مع جميع مواشيها وهم ينحدرون عبر جبال وسهول شمال الشرق الاوسط فى البحث عن المراعى الخصبة رائعة ومنذرة بالخطر، كأكراد بدو انتشروا كالطاعون من الجراد، يتغذون ويعادون).
فى اتفاقية اذار التى وقعها قادة الاكراد مع نظام البعث كان يطلق مصطلح (المنطقة الكردية) وليس كردستان، وبعد التحرير الامريكى المبارك (حسب مفهومهم الخائب) الذى اصبح عيدا وطنيا يعتزون ويفتخرون به اكثر من اعتزازهم بالاعياد الاسلامية، اصبح يطلق علية عيد افراح كردستان المحررة والمطلقة من رجل الاستعمار العربى البغيض. بعد ان طلقت العرب بالثلاثة، وبدون رجعة، ولايهمها ما يحصل للعرب المسلمين العراقيين من قتل وتدمير على يد هذه القوات الامريكية الصهيونية المحررة لكردستان السليبة .
خريطة كردستان الكبرى تبتلع الان مساحات واسعة من شمال العراق، وخاصة حوض نينوى. ففى منطقة بروارى بالا فى شمال العراق، وهى تشمل على عدة قرى اشورية الاصل والسكان، وبعد فرض المناطق الامنة عام 1991 لحماية الاكراد من قبل امريكا والصهيونية حبا للشعب الكردى المسكين المضطهد ، حسب اكاذيبهم التى تعودوا على اطلاقها، حدث اسوأ كارثة بالنسبة للاشوريين، حيث احتلت اراضيهم من قبل المليشيات الكردية، الذين تركوا قراهم وبدءوا يحاولون وبشتى الطرق الاستحواذ على اراضى وقرى الاشوريين، فراحت هذه المليشيات بأمر من قياداتها فى بناء البيوت وتوزيعها على المستوطنين الكرد الجدد. انهم يمارسون نفس الاسلوب والخطط الاسرائيلية فى مناطق الضفة الغربية فى كيفية الاستحواذ على الاراضى بعد طرد الاهالى منها. اما الوظائف فى هذه المناطق فلا توزع الا على الاكراد، حيث ليس بأمكان احد ان يتقدم للحصول على وظيفة ان لم يقم اولا بملىء استمارة انتماء الى الحزب الديمقراطى الكردستانى. انهم يسابقون الزمن فى تكريد كل شىء حتى الحجر والشجر.
هناك بعض الكتاب والمثقفين الاكراد الشرفاء المعتدلين والمعروفين بالاستقلالية، ولهم مواقف سياسية حيادية ، وفكرية نزيهة بعيدة عن التحزب، والنظرة الاحادية الجانب، يعارضون سياسة قادة المليشيات الكردية الشوفينية التوسعية على حساب المواطنين العراقيين الاخرين. وهؤلاء هم الذين يستحقون ان يتكلموا نيابة عن الشعب الكردى. فقد ذكر الكاتب الكردى الدكتور محمد الحاج فى كتابه القضية الكردية فى العشرينات (علما بأن بعض كتاب الاكراد المتعصبين، وبعض الباحثين الاجانب يبالغون فى حجم مساحة المنطقة الكردية العراقية ليضموا اليها مناطق اخرى كثيرة تتميز بتركيب سكانى شديد الامتزاج، ولايشكل فيها الاكراد العنصر الغالب، مثل محافظة كركوك، وكثير من اقضية الموصل فضلا عن مدن تقع فى مناطق اخرى كمحافضتى واسط وديالى توجد فيها نسب مهمة من الاكراد جنبا لجنب مع العرب والتركمان وغيرهم، ولاتشكل وحدة جغرافية مع المنطقة الكردية الشمالية) هناك بعض الكتاب والمثقفين العراقيين يطالبون بتشكيل لجنة عراقية او دولية محايدة تقوم بدراسة تاريخية ميدانية بالنسبة للمناطق التى تكردت بقوة السلاح، وبحماية الامريكان واسرائيل، وتقدم قائمة بأسماء المدن والقرى التى كانت قبل خمسين عاما او اكثر كردية او اشورية او تركمانية او يزيدية، لارجاع الحق الى اصحابه، ومن ثم اعادة كتابة تاريخ شمال العراق خلال الثلاثة قرون الاخيرة من قبل باحثين مختصين فى تاريخ المنطقة، وليس التاريخ الذى كتبه الاكراد بأيديهم خلال سيطرتهم على شمال العراق، لفرض الامر الواقع ومصورين فيه العراقيين العرب كغزاة ومحتلين.
اقول لللقيادة الكردية كفاكم اللعب على الحبال، وممارسة النفاق السياسى وتزيف الحقائق والتاريخ، واذا كنتم تريدون الانفصال عن العراق فهذا شأنكم، فأهلا وسهلا بدويلتكم المرتقبة، التى ستكون مثل دولة تشومبى الانفصالية فى افريقيا فلتنفصلوا الان، قبل فوات الاوان ، ضمن حدودكم الجغرافية الاصلية المناطق الجلبية الملاصقة للحدود الايرانية. ولكن عليكم ان لاتحلموا بكركوك مهما طال الزمن، لانكم سوف لن تشاهدونها حتى بمنظار يقرب لكم الصور، مثلما قال الطالبانى لغريمه البرزانى عندما هرب الاخير من مدينة اربيل عند اشتداد المعارك بين الطرفين، واستنجاده بالرئيس صدام لانقاذه من شر هذه البلية الطالبانى.
ولكننى اعتقد ان احلام السيدة كردستان فى الطلاق الابدى من زوجها العربى لايمكن تفسيره وحل الغازه بالسهولة المطلوبة فى المرحلة الراهنة، وحتى فى المستقبل القريب، بعد ان صممت السيدة كردستان على الابتعاد عن هموم ومشاكل هذا الزوج العربى الدكتاتورى الظالم المرعب، فهى تتمنى الافتراق السريع والانفصال بمعروف، لكن الظروف غير مواتية الان، فيجب عليها ان تتحين الفرصة المناسبة للوداع الاخير، وبدون ان تذرف دمعة حزن على الايام الخوالى.
وبالنسبة لنا نحن العرب، فمن الاجدر ترك الحالة الكردية ، والابتعاد عن الاكراد ومشاكلهم، ليأخذوا ارضهم واقليمهم ، ومواردهم المالية، ويتركوا العرب لحالهم، على ان لاتصرف ميزانية العراق الاموال عليهم، مع فرض الحصار الاقتصادى على دويلتهم، بعد انتصار المقاومة العراقية الجهادية. فأننا لانريدهم مثلما هم لايريدوننا، وهذا من حق العراق والعراقيين ، وسوف نرى بعدها اى منقلب ينقلبون، او هل هذه الدويلة الكردية قادرة على الوقوف على اقدامها ؟؟. انى اتحدى الاكراد وقادتهم ان وافقوا على ذلك، لانهم يعرفون ان حلمهم فى دويلتهم القزمية لايدوم، بل سيكون وبالا عليهم .
اولاً : لان القيادات الكردية تعلم ان الوضع الاقليمى والدولى لايسمح لها باعلان دولة كردية من طرف واحد، وهذه القيادة تقرأ الواقع السياسى بشكل جيد.
وثانيا : اذا تم اعلان قيام هذه الدولة اليتيمة فسوف تحدث المشاكل بين الحزبين المتنافسين ، ويقع الانفصال بين الدولتين الكرديتين الطالبانية والبرزانية، واحداث التاريخ مليئة بمثل هذه القصص التى تعطى لنا الدروس والعبر، ولكن ليس هناك من يتعض.
وثالثا : الموارد الاقتصادية لهذه الدولة معدومة، ولايمكن تصدير النفط من اراضيها اذا فرض الحصار من جميع الاطراف التركية والايرانية والعراقية والسورية.
واخر حلا لهذه القيادة نسيان هذه الاحلام المستقبلية، والرجوع لاتفاق الحكم الذاتى بعد انتصار المقاومة، والا قمم الجبال تنتظر قدومكم مرة اخرى بأحر من الجمر، ولن تنفعكم بعدها امريكا ولااسرائيل[/b]