[b]
--------------------------------------------------------------------------------
إن قائد الحركة الاستقلالية الكوردية المعاصرة البارزاني الخالد مرتكز أساسي من مرتكزات الحركة الوطنية الكوردية لا بل يعتبر احد القادة القلائل في المنطقة الذي سطر حياته النضالية بسطور من نور ليقدم الكورد للعالم كشعب مناضل من اجل الحقوق الطبيعية لشعوب العالم في العيش بكرامة وبأمان وسلام لتحقيق آمالهم في بناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة بعيدة عن حراب العسكر وظلم الحاقدين.
سترى كوردستان ومدنها ساحات باسم الخالد البارزاني وسترفع تماثيله فوق تراب كوردستان وفاء وردا للجميل من شعب يعرف الوفاء ويقدر عظمائها. كنت قد كتبت في مؤيديه الخالد البرزاني الكلمات التالية:
لقد كتب العديدين و الكثير عن الرمز الخالد للحركة التحررية الكوردية القائد الخالد الملا مصطفى البار زاني في حياته وبعد رحيله إلى البارئ عز وجل وحتى هذا اليوم و بعد مرور أكثر من قرن على ولادته الميمونة, هؤلاء بين منصف وأخر يبيت العداء خافيا النوايا السيئة والعدوانية أحيانا وآخرون رأوا فيه شخصية القائد الكوردي رمزا عراقيا أصيلا في مقارعة الظلم والعدوان والسلطة العسكرية وشمولية الفكر السلطوي وإنكار الآخر وهضم الحقوق العادلة للشعوب
.
إن هذا القائد الكوردي العظيم كان من اصلب دعاة الوطنية العراقية ودعي إليها دوما وناضل من اجل وحدة الأراضي العراقية والاتحاد الاختياري بين الشعب الكوردي وبقية أبناء الأمة العراقية. إن التاريخ النضالي لقائد ملحمة الكورد الايلولية مليء بالصور النضالية و مشاهدها لا تنتهي وحيويتها أزلية كأزلية الحلم ولست ها هنا بصدد الكتابة والسرد عن حياته المليئة بالحوادث التاريخية المشرفة التي تركت لمساتها على تاريخ دول الشرق عامة في وقت كانت للأسماء الكبيرة ألامعة من قادة الأمم والسياسيين صدى واسع في السياسة العالمية والصراع بين قوى المعسكرين وما كانت تسمى بالحرب الباردة اثر انقسام أوربا عشية انتهاء الحرب العالمية الثانية وسقوط برلين وتقسيمها لاحقا إلى شرقية وغربية وتوحدها بعد ذلك في دولة الاتحادية الألمانية الحالية.
إن مسار حياه هذا الإنسان الخالد حي في ضمير الكورد والعراقيين كرمز وطني ومفخرة للأجيال القادمة. حمل وميض الأمل كالنور وهاجا في قلوب الكورد ليبني لهم مستقبلا زاهرا ملئها الحرية التي يتوق إليها أبناء الشعب الكوردي دوما ويفدونه الغالي من الروح فداء لها أينما كانوا. لقد كان لوجود شخصية عراقية قوية الأثر الأكبر في مسار السياسة في العراق وكان يحسب له الحساب في جميع دول الجوار والعالم.
أن السياسة الهادئة التي اتبعها هذا القائد والطويلة الأمد كان دوما من انجح سياسات الحركات التحررية في العالم ورغم اختيار الكفاح المسلح أحيانا كوسيلة نضالية لم تكن أبدا إرهابا موجها إلى الأمة العراقية طوال مسيرة تلك الحركة التحررية و كانت العملية السلمية التفاوضية من أهم استراتيجيات هذا القائد للوصول بأهداف أمته إلى التحرير في عالم كان يسوده العنف الثوري والانقلابات العسكرية والإرهاب. لا ريب أن التطورات في السياسة العالمية قد تركت دوما الأثر الأكبر على الحركة التحررية الكوردية وكانت تلك السياسات اكبر من تطلعات شعب لا يملك إلا إيمانه الراسخ بعدالة مطالبه في العيش بالحرية والحياة الكريمة والمساواة. فقد لعبت الدول القوية بالورقة الكوردية وربما لا تزال تلعب دورها منطلقه من سياساتها ونظرتها الضيقة في منطقة إستراتيجية مهمة متناسية جميع الأعراف والقوانين الدولية ومبادئ حقوق الانسان.
ولد قائد الأمة الكوردية الخالد الملا مصطفى بن الشيخ محمد البارزاني بقرية بارزان في 14 / آذار / 1903 ، بعيد وفاة والده. وفي الثالثة من عمره ساق العثمانيون حملة تأديبية على العشائر الكردية عقب فشل ثورة بارزان ضد العثمانيين، فأسروا الشيخ عبد السلام ( الشقيق الأكبر له ) وسجنوا الطفل( مصطفى ) مع أمه في سجن الموصل حيث قضيا فيه تسعة أشهر. وكان لوالده أربعة أولاد آخرين وهم: الشيخ عبد السلام، الشيخ أحمد، محمد صديق، بابو. لقد لفت انتباه الناس لشخصه منذ الطفولة، لما تحلى به من خصال حميدة في السلوك والشجاعة. وحاز على عطف وحب شديدين من قبل الأسرة البارزانية. وكان منذ نعومة أظفاره ميالاً للعلم والمعرفة، ويبذل جهده وطاقته البدنية ويصقلها في ممارسة الصيد. قضى الملا مصطفى ستة سنوات في تحصيله العلمي الابتدائي على يد معلمين خصوصيين في قرية بارزان، وبعدها درس الشريعة والفقه الإسلامي في بارزان لمدة أربع سنوات.
ثم استمر أثناء نفيه من بارزان في إكمال دراسته الفقهية في السليمانية. دخل في معترك النضال الكردي التحرري عام 1919 وساهم في ثورة الشيخ محمود الحفيد وقاد قوة مؤلفة من 300 مسلح. أعلن ثورة البارزان 1943- 1945 قادها ضد الحكومة العراقية المدعومة من قبل البريطانيين. وكان مخططاً للثورة هذه المرة أن تشمل مناطق واسعة من كردستان. في 22/ 1/ 1946 حضر الحفل المقام بمناسبة إعلان جمهورية كردستان في مهاباد وكان على يمين قاضي محمد، وعين قائداً لجيش جمهورية كوردستان حيث منح رتبة «جنرال». وأنيط بالبارزانيين دعم وترسيخ الجمهورية. المسيرة التاريخية 1947 ، بعد انهيار الجمهورية ورفض البارزاني الاستسلام للإيرانيين قرر الانسحاب من كردستان إلى الاتحاد السوفييتي سيراً على الأقدام مع 500 من البارزانيين، بعد الاصطدام بقوات الدول الغاصبة لكردستان (العراق، ايران، تركيا) والدول الحليفة لها (أمريكا، بريطانيا). وفي يوم 17 /6 / 1947 عبروا نهر آراس إلى الاتحاد السوفييتي السابق. في الفترة الستالينية- وعملوا معاملة قاسية ولاقوا معاناة شديدة، وبعد موت ستالين ( 1953) تحسنت أوضاعهم كثيرا. وأقبل البارزاني على العلم، وفي سن تزيد على الـ 45 وطلب الانتماء إلى أكاديمية اللغات في موسكو حيث درس الاقتصاد والجغرافية والعلوم، إضافة إلى اللغة الروسية.
عاد إلى العراق بعد ثورة 14 / تموز / 1958 واستقبل استقبال القادة الأبطال. قاد ثورة 11/ أيلول / 1961- 1975 المجيدة ضد الحكومات العراقية.
يقول عنه شاعر العرب الكبير الجواهري:
سلم على الجبل الأشم و أهله .... ولانت تعرف من بنيه ومن هم
وتقص كل مدب رجل عنده ..........هو بالرجولة والشهامة مفعم
والثم ثرى بدم الشهيد مخضبا .....عبقا يضوع كما يضوع البرعم
متفتح ابد الابيد كأنه............................فيما يخلد عبقري ملهم
واهتف تجبك سفوحه وسهوله ...........طربا ، وتبسم ثاكل او ايم
باسم (الأمين ) المصطفى من امة .......بحياته عند التخاصم تقسم
سترى الكماة المعلمين تحلقوا ................فذا تهيبه الكمي المعلم
صلب الملامح تتقي نظراته.......... شهب النسور ويدريها الضيغم
توصل مع الحكومة العراقية إلى بيان 11/ آذار / 1970م لاتفاقية الحكم الذاتي. و في 6/ آذار / 1975م انتكست ثورة أيلول باتفاقية الجزائر، ولجأ البارزاني إلى ايران مع الآلاف من الكرد. حيث يتطرق الرئيس مسعود البارزاني الى تلك الفترة العصيبة من حياة القائد في كتابه الموسوم "البرارزاني والحركة التحررية الكوردية" والكاتب مناضل في الحركة الكردية التحررية منذ نعومة أظفاره والابن ألأصغر لقائد ألثورة فمن يكون له تلك المزايا العظام في سرد حياة والده وحبيبة والذي يقرأ ألكتاب الذي يتجاوز فصولة الثلاثة وعشرون فصلا مكتوب في 423 صفحة مع ملاحق وصور ووثائق نادرة كثيرة تصل الى اكثر خمسمائة صفحة أخرى يعيد ذكريات حوادث أعوام 1961 الى عام 1975 . وفاه الأجل المحتوم في أمريكا في 1/ آذار / 1979م ودفن جثمانه الطاهر امانة في قصبة «شنو» في ثرى كوردستان الشرقية وقد تم إعادة جثمانه الطاهر الى تراب كوردستان ليسجى جسده الطاهر في مقبرة الخالدين.
إن مسيرة الكورد النضالية في تلك الأجواء المشحونة بالصراع الغير عادل في المنطقة وسيادة حكم وسلطة العسكر على سدة الحكم في جميع أجزاء كوردستان تركت أثرا بالغا في نفس الإنسان الكوردي التواق إلى الحرية والاستقلال ولا ريب إن إجراء استفتاء بين أبناء الشعب الكوردي سيأتي دوما بنفس النتيجة باختيار الحرية التي صبغتها بدماء شهدائها الأبرار عبر التاريخ.
أن الرؤية المستقبلية الواضحة المعالم والحكيمة لهذا القائد وصل بالشعب الكوردي إلى هذا اليوم حيث أن الإدارة الكوردية في إقليم كوردستان العراق تحمل صورة هذا القائد الرمز في قلبها وعقلها كمنار يهديهم إلى الحرية.
إن العديد مما حققه الشعب الكوردي اليوم كان حلما يراودهم وهم يرفعون رايات المقاومة ويناشدون ب "كوردستان أو الفناء" منذ ثورة برزان الأولى ومرورا بثورة أيلول وانتهائها بيوم تأسيس البرلمان الكوردي اثر الانتخابات العامة في الإقليم.
كان للسياسة الإستراتيجية التي رسمها القائد الفذ البار زاني كقائد للحزب الديمقراطي الكوردستاني في النضال من اجل عراق موحد ديمقراطي الأثر الأكبر في ضمان الوحدة العراقية ولحد يومنا هذا. فقد تساءل ولمرات عدة العديدين من رجال الصحافة العالمية عن نوايا الكورد في الاستقلال والانفصال التي كانت تروج لها دول الجوار التي تتقاسم كوردستان لدعم وإسناد سياساتها العقيمة تجاه الكورد كتفضيل الحل العسكري والطرح الرافض لجميع أنواع الحوار والتفاوض الحضاري السلمي. تلك السياسات كانت تدعم فكرة ضرب الحركة الكوردية عسكريا من ناحية ومن ناحية أخرى تأجيج المشاعر العدوانية عند شعوب المنطقة ضد الحركة الكردية التحررية وذلك باعتبارها حركة انفصالية.
أقول لقد كان دوما الشعار الأساسي الذي رفعه الحركة التحررية الكوردية في العراق تطالب وتنادي بوحدة أراضي العراق و بتطبيق النظام الديمقراطي في العراق, السند الأساسي لحقوق الشعب الكوردي. هذه هي الحركة التحررية الكردية حركة عراقية مناضلة وذاك هو قائدها التاريخي الأسطورة المرحوم البار زاني
--------------------------------------------------------------------------------
إن قائد الحركة الاستقلالية الكوردية المعاصرة البارزاني الخالد مرتكز أساسي من مرتكزات الحركة الوطنية الكوردية لا بل يعتبر احد القادة القلائل في المنطقة الذي سطر حياته النضالية بسطور من نور ليقدم الكورد للعالم كشعب مناضل من اجل الحقوق الطبيعية لشعوب العالم في العيش بكرامة وبأمان وسلام لتحقيق آمالهم في بناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة بعيدة عن حراب العسكر وظلم الحاقدين.
سترى كوردستان ومدنها ساحات باسم الخالد البارزاني وسترفع تماثيله فوق تراب كوردستان وفاء وردا للجميل من شعب يعرف الوفاء ويقدر عظمائها. كنت قد كتبت في مؤيديه الخالد البرزاني الكلمات التالية:
لقد كتب العديدين و الكثير عن الرمز الخالد للحركة التحررية الكوردية القائد الخالد الملا مصطفى البار زاني في حياته وبعد رحيله إلى البارئ عز وجل وحتى هذا اليوم و بعد مرور أكثر من قرن على ولادته الميمونة, هؤلاء بين منصف وأخر يبيت العداء خافيا النوايا السيئة والعدوانية أحيانا وآخرون رأوا فيه شخصية القائد الكوردي رمزا عراقيا أصيلا في مقارعة الظلم والعدوان والسلطة العسكرية وشمولية الفكر السلطوي وإنكار الآخر وهضم الحقوق العادلة للشعوب
.
إن هذا القائد الكوردي العظيم كان من اصلب دعاة الوطنية العراقية ودعي إليها دوما وناضل من اجل وحدة الأراضي العراقية والاتحاد الاختياري بين الشعب الكوردي وبقية أبناء الأمة العراقية. إن التاريخ النضالي لقائد ملحمة الكورد الايلولية مليء بالصور النضالية و مشاهدها لا تنتهي وحيويتها أزلية كأزلية الحلم ولست ها هنا بصدد الكتابة والسرد عن حياته المليئة بالحوادث التاريخية المشرفة التي تركت لمساتها على تاريخ دول الشرق عامة في وقت كانت للأسماء الكبيرة ألامعة من قادة الأمم والسياسيين صدى واسع في السياسة العالمية والصراع بين قوى المعسكرين وما كانت تسمى بالحرب الباردة اثر انقسام أوربا عشية انتهاء الحرب العالمية الثانية وسقوط برلين وتقسيمها لاحقا إلى شرقية وغربية وتوحدها بعد ذلك في دولة الاتحادية الألمانية الحالية.
إن مسار حياه هذا الإنسان الخالد حي في ضمير الكورد والعراقيين كرمز وطني ومفخرة للأجيال القادمة. حمل وميض الأمل كالنور وهاجا في قلوب الكورد ليبني لهم مستقبلا زاهرا ملئها الحرية التي يتوق إليها أبناء الشعب الكوردي دوما ويفدونه الغالي من الروح فداء لها أينما كانوا. لقد كان لوجود شخصية عراقية قوية الأثر الأكبر في مسار السياسة في العراق وكان يحسب له الحساب في جميع دول الجوار والعالم.
أن السياسة الهادئة التي اتبعها هذا القائد والطويلة الأمد كان دوما من انجح سياسات الحركات التحررية في العالم ورغم اختيار الكفاح المسلح أحيانا كوسيلة نضالية لم تكن أبدا إرهابا موجها إلى الأمة العراقية طوال مسيرة تلك الحركة التحررية و كانت العملية السلمية التفاوضية من أهم استراتيجيات هذا القائد للوصول بأهداف أمته إلى التحرير في عالم كان يسوده العنف الثوري والانقلابات العسكرية والإرهاب. لا ريب أن التطورات في السياسة العالمية قد تركت دوما الأثر الأكبر على الحركة التحررية الكوردية وكانت تلك السياسات اكبر من تطلعات شعب لا يملك إلا إيمانه الراسخ بعدالة مطالبه في العيش بالحرية والحياة الكريمة والمساواة. فقد لعبت الدول القوية بالورقة الكوردية وربما لا تزال تلعب دورها منطلقه من سياساتها ونظرتها الضيقة في منطقة إستراتيجية مهمة متناسية جميع الأعراف والقوانين الدولية ومبادئ حقوق الانسان.
ولد قائد الأمة الكوردية الخالد الملا مصطفى بن الشيخ محمد البارزاني بقرية بارزان في 14 / آذار / 1903 ، بعيد وفاة والده. وفي الثالثة من عمره ساق العثمانيون حملة تأديبية على العشائر الكردية عقب فشل ثورة بارزان ضد العثمانيين، فأسروا الشيخ عبد السلام ( الشقيق الأكبر له ) وسجنوا الطفل( مصطفى ) مع أمه في سجن الموصل حيث قضيا فيه تسعة أشهر. وكان لوالده أربعة أولاد آخرين وهم: الشيخ عبد السلام، الشيخ أحمد، محمد صديق، بابو. لقد لفت انتباه الناس لشخصه منذ الطفولة، لما تحلى به من خصال حميدة في السلوك والشجاعة. وحاز على عطف وحب شديدين من قبل الأسرة البارزانية. وكان منذ نعومة أظفاره ميالاً للعلم والمعرفة، ويبذل جهده وطاقته البدنية ويصقلها في ممارسة الصيد. قضى الملا مصطفى ستة سنوات في تحصيله العلمي الابتدائي على يد معلمين خصوصيين في قرية بارزان، وبعدها درس الشريعة والفقه الإسلامي في بارزان لمدة أربع سنوات.
ثم استمر أثناء نفيه من بارزان في إكمال دراسته الفقهية في السليمانية. دخل في معترك النضال الكردي التحرري عام 1919 وساهم في ثورة الشيخ محمود الحفيد وقاد قوة مؤلفة من 300 مسلح. أعلن ثورة البارزان 1943- 1945 قادها ضد الحكومة العراقية المدعومة من قبل البريطانيين. وكان مخططاً للثورة هذه المرة أن تشمل مناطق واسعة من كردستان. في 22/ 1/ 1946 حضر الحفل المقام بمناسبة إعلان جمهورية كردستان في مهاباد وكان على يمين قاضي محمد، وعين قائداً لجيش جمهورية كوردستان حيث منح رتبة «جنرال». وأنيط بالبارزانيين دعم وترسيخ الجمهورية. المسيرة التاريخية 1947 ، بعد انهيار الجمهورية ورفض البارزاني الاستسلام للإيرانيين قرر الانسحاب من كردستان إلى الاتحاد السوفييتي سيراً على الأقدام مع 500 من البارزانيين، بعد الاصطدام بقوات الدول الغاصبة لكردستان (العراق، ايران، تركيا) والدول الحليفة لها (أمريكا، بريطانيا). وفي يوم 17 /6 / 1947 عبروا نهر آراس إلى الاتحاد السوفييتي السابق. في الفترة الستالينية- وعملوا معاملة قاسية ولاقوا معاناة شديدة، وبعد موت ستالين ( 1953) تحسنت أوضاعهم كثيرا. وأقبل البارزاني على العلم، وفي سن تزيد على الـ 45 وطلب الانتماء إلى أكاديمية اللغات في موسكو حيث درس الاقتصاد والجغرافية والعلوم، إضافة إلى اللغة الروسية.
عاد إلى العراق بعد ثورة 14 / تموز / 1958 واستقبل استقبال القادة الأبطال. قاد ثورة 11/ أيلول / 1961- 1975 المجيدة ضد الحكومات العراقية.
يقول عنه شاعر العرب الكبير الجواهري:
سلم على الجبل الأشم و أهله .... ولانت تعرف من بنيه ومن هم
وتقص كل مدب رجل عنده ..........هو بالرجولة والشهامة مفعم
والثم ثرى بدم الشهيد مخضبا .....عبقا يضوع كما يضوع البرعم
متفتح ابد الابيد كأنه............................فيما يخلد عبقري ملهم
واهتف تجبك سفوحه وسهوله ...........طربا ، وتبسم ثاكل او ايم
باسم (الأمين ) المصطفى من امة .......بحياته عند التخاصم تقسم
سترى الكماة المعلمين تحلقوا ................فذا تهيبه الكمي المعلم
صلب الملامح تتقي نظراته.......... شهب النسور ويدريها الضيغم
توصل مع الحكومة العراقية إلى بيان 11/ آذار / 1970م لاتفاقية الحكم الذاتي. و في 6/ آذار / 1975م انتكست ثورة أيلول باتفاقية الجزائر، ولجأ البارزاني إلى ايران مع الآلاف من الكرد. حيث يتطرق الرئيس مسعود البارزاني الى تلك الفترة العصيبة من حياة القائد في كتابه الموسوم "البرارزاني والحركة التحررية الكوردية" والكاتب مناضل في الحركة الكردية التحررية منذ نعومة أظفاره والابن ألأصغر لقائد ألثورة فمن يكون له تلك المزايا العظام في سرد حياة والده وحبيبة والذي يقرأ ألكتاب الذي يتجاوز فصولة الثلاثة وعشرون فصلا مكتوب في 423 صفحة مع ملاحق وصور ووثائق نادرة كثيرة تصل الى اكثر خمسمائة صفحة أخرى يعيد ذكريات حوادث أعوام 1961 الى عام 1975 . وفاه الأجل المحتوم في أمريكا في 1/ آذار / 1979م ودفن جثمانه الطاهر امانة في قصبة «شنو» في ثرى كوردستان الشرقية وقد تم إعادة جثمانه الطاهر الى تراب كوردستان ليسجى جسده الطاهر في مقبرة الخالدين.
إن مسيرة الكورد النضالية في تلك الأجواء المشحونة بالصراع الغير عادل في المنطقة وسيادة حكم وسلطة العسكر على سدة الحكم في جميع أجزاء كوردستان تركت أثرا بالغا في نفس الإنسان الكوردي التواق إلى الحرية والاستقلال ولا ريب إن إجراء استفتاء بين أبناء الشعب الكوردي سيأتي دوما بنفس النتيجة باختيار الحرية التي صبغتها بدماء شهدائها الأبرار عبر التاريخ.
أن الرؤية المستقبلية الواضحة المعالم والحكيمة لهذا القائد وصل بالشعب الكوردي إلى هذا اليوم حيث أن الإدارة الكوردية في إقليم كوردستان العراق تحمل صورة هذا القائد الرمز في قلبها وعقلها كمنار يهديهم إلى الحرية.
إن العديد مما حققه الشعب الكوردي اليوم كان حلما يراودهم وهم يرفعون رايات المقاومة ويناشدون ب "كوردستان أو الفناء" منذ ثورة برزان الأولى ومرورا بثورة أيلول وانتهائها بيوم تأسيس البرلمان الكوردي اثر الانتخابات العامة في الإقليم.
كان للسياسة الإستراتيجية التي رسمها القائد الفذ البار زاني كقائد للحزب الديمقراطي الكوردستاني في النضال من اجل عراق موحد ديمقراطي الأثر الأكبر في ضمان الوحدة العراقية ولحد يومنا هذا. فقد تساءل ولمرات عدة العديدين من رجال الصحافة العالمية عن نوايا الكورد في الاستقلال والانفصال التي كانت تروج لها دول الجوار التي تتقاسم كوردستان لدعم وإسناد سياساتها العقيمة تجاه الكورد كتفضيل الحل العسكري والطرح الرافض لجميع أنواع الحوار والتفاوض الحضاري السلمي. تلك السياسات كانت تدعم فكرة ضرب الحركة الكوردية عسكريا من ناحية ومن ناحية أخرى تأجيج المشاعر العدوانية عند شعوب المنطقة ضد الحركة الكردية التحررية وذلك باعتبارها حركة انفصالية.
أقول لقد كان دوما الشعار الأساسي الذي رفعه الحركة التحررية الكوردية في العراق تطالب وتنادي بوحدة أراضي العراق و بتطبيق النظام الديمقراطي في العراق, السند الأساسي لحقوق الشعب الكوردي. هذه هي الحركة التحررية الكردية حركة عراقية مناضلة وذاك هو قائدها التاريخي الأسطورة المرحوم البار زاني